تقارير سياسية

نسف الجسر .. نسف جدة

تحليل : الفاضل يوسف / Sudan2day

دعونا نقرأ تدمير جسر شمبات من زواية سياسية بعيداً من التحليلات العسكرية التي سيطرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ولنقل ( الميديا) بشكل عام بناءً على بيانات الطرفين ، أصدر الجيش بياناً اتهم فيه الدعم السريع أنه أقدم على تدمير جسر شمبات لأن قوات الجيش أصبحت تتقدم على الأرض وأن المقصود هو إيقاف هذا التقدم ، جاء الرد سريعاً عبر بيان من الدعم السريع أن الجيش يستهدف جميع البنى التحتية في العاصمة الخرطوم .

دعوات الإسلاميين

عددٌ كبير من منسوبي النظام البائد وحزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وداعمي الحرب من ( الكيزان ) علق على ذلك أن خطوة تدمير جسر شمبات قد تأخرت ، لأن الجسر يعتبر شريان رئيسي لتحرك قوات الدعم السريع القادمة من غرب السودان ومن إلى مناطق بحري وشرق النيل ويتيح لها الجسر الانتقال من أمدرمان إلى بحري ومن ثم الخرطوم عبر كبري المنشية وسوبا ، إذا عسكرياً تدميره سيحد من تحرك الدعم السريع ، لكن السؤال لماذا الآن وكل هذه الفرضيات العسكرية قائمة منذ اليوم الأول ؟

سياسياً وليس عسكرياً

التغيير» تنشر نصوص التزامات الجيش والدعم السريع في «منبر جدة» - صحيفة  التغيير السودانية , اخبار السودان

الإجابة تأتي في الحراك السياسي وليس العسكري ، الأخبار الواردة من جدة قالت أن هذه الجولة مختلفة حيث التزمت قيادة الجيش بالقبض على قادة الفلول الفارين من السجون وهذه الرسالة العنيفة من الإسلاميين وفلول النظام البائد هي مُرسلةٌ في بريد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، مفادها : ( أنك لن تستطيع حتى لو أردت فعل ذلك ونحن من يمسك بمفاصل الجيش وقواه التدميرية وبل حتى التحالفات الخارجية ) ، حيث تم ترجيح الاستعانة بطرفٍ خارجي لتدمير الجسر الإستراتيجي .

السيطرة ..الإغاثة

النقطة الثانية هو انسياب الإغاثة وهذا محورٌ صارم جداً ، لأن انتشار قوات الدعم السريع يكاد يكون كاملاً في ولاية الخرطوم وسيطرته على توزيع الإغاثات لملايين الفقراء الذين مايزالون في الخرطوم كرت قوي وإضافي بيده ، وبالتالي لابد من نزعه وتحديد مساحات حركته – كما يعتقد الإسلاميين وتنظيمهم داخل القوات المسلحة – حيث يصبح تقاسم الإغاثة عبر فرقٍ مشتركة إلزامي نتيجة التحولات في مساحة الحركة على الأرض .

هد المعبد

النقطة الأخيرة هي رسالةٌ في بريد المجتمع الدولي وهي الرسالة الأهم أنه لايمكن صنع اتفاق يعزل الإسلاميين وفلول النظام السابق وأن البرهان لايمثل الجيش فعلاً وأي اتفاق يعيد الفلول إلى السجون ويجعل الطرفين العسكريين هم الجيش والدعم السريع والطرف المدني هم قوى الثورة والانتقال الديمقراطي لن يُكتب له النجاح لأن الإسلاميين سيهدون المعبد على الجميع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى