تقارير سياسية

إلتزامات جدة ..تنفيذ أم تنفيس ؟

بورتسودان : أنس عبدالوهاب / Sudan2day

اختتم كلٌ من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع جولة مباحثات في جدة قبل أكثر من أسبوع ، جاءت نتيجة المباحثات مخيبةً لآمال الشارع السوداني الذي كان ينتظر وقفاً فورياً لإطلاق النار وفتح ممراتٍ إنسانية تمكنهم من اتخاذ قرار العودة إلى بيوتهم لإنقاذ ماتبقى من متاعهم المنهوب والتخلص من عبء ايجارات المساكن المؤقتة المليارية في الولايات ، هذا مايخص سكان ولاية الخرطوم أما في دارفور الجريحة منذ مايزيد عن عشرين سنة فإن مزيد من العمل ينتظر جميع أهل السودان وأبناء الإقليم لقيادة مصالحاتٍ أكبر من أجل تماسك النسيج الاجتماعي .

نبض السودان | «منبر جدة» يضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف دائم لإطلاق النار

الإغاثة الإنسانية

المباحثات لم تنته إلى لا شيئ بل وضعت نقاط يجب العمل عليها من قبل الطرفين ، الإلتزام الأول والمباشر الذي يمس حياة الناس بصورةٍ أساسية هو فتح ممراتٍ آمنة للإغاثة بإعتبارهِ الأكثر أهميةً وإلحاحاً .

تناقلت الأخبار بشكلٍ متقطع الإفراج عن عددٍ مقدر من الشاحنات للإغاثة متكدسة في ميناء بورتسودان ، إلا أن الواقع على الأرض لا ينبئ عن أي تطورٍ إيجابي مايستوجب إصدار بياناتٍ من اللجنة المشتركة للعمل الإنساني عن كمية الإغاثة التي دخلت لمناطق الاحتياجات الإنسانية والطبية والصحية ونوع هذه الإغاثة هل هي أغذيةٌ مستلزماتٌ طبية ومن تسلمها وكيفية توزيعها .

أوضاع السودانيين

ملايين من السودانيين العالقين في مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور ينتظرون هذه الاغاثات للحفاظ على حياتهم وهناك عددٌ من الولايات التي تمتد إليها الحرب تحتاج إلى إغاثةٍ غذائية وطبية نتيجة توقف العملية الإنتاجية في معظم أرجاء السودان وفقدان الناس الممتلكات ومصادر الدخل حيث توقفت الحكومة عن دفع رواتب العاملين بجهاز الدولة منذ اندلاع بالإضافة إلى أكثر من 2 مليون من العاملين في القطاع الخاص ممن فقدوا وظائفهم وأصبحوا مع أسرهم في مهب الريح .

الخدمات الصحية

يُضاف إلى ذلك توقف أكثر من 70% من المؤسسات الصحية بالكامل والتي تقدم الخدمات الصحية التي كانت ضعيفةً بالأساس قبل حرب 15 أبريل ، مايعرض حياة الملايين من المدنيين للخطر ،وحذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان وأجسام مهنية طبية من انهيار القطاع الصحي بشكلٍ كامل مع استمرار الحرب وتداعياتها مالم يتخذ كل من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع خطواتٍ عملية لإنهائها والإيفاء بإلتزاماتهم بمنبر جدة وما تم الاتفاق عليه .

القبض على الفلول

يترقب السودانيون أيضاً أحد أهم البنود التي تم الاتفاق عليها وأثارت نقاشاً واسعاً ،هي التزام الطرفين بالقبض على الفارين من السجون وعلى رأسهم قيادات وأعضاء نظام المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية ، وبتتبع مجريات الاحداث لم يحصل أي تقدم ملموس في هذا الملف ، إذ لم تعلن الأجهزة العدلية والشرطية عن وضع القرار موضع التنفيذ ولم تضع إعلاناتٍ تساعد في القبض على المطلوبين مايكشف أن هذه الأجهزة مُسيطر عليها بالكامل من فلول النظام البائد وبالتالي ما تزال قياداتهم أحرار يتجولون في أرجاء السودان من أجل حشد مزيدٍ من المستنفرين لإستمرار الحرب .

التقارير المتطابقة تتحدث عن قُرب العودة إلى طاولة المفاوضات والوقائع تؤكد أن معظم النقاط التي تم التوافق حولها لم يحدث بها أي تقدم يذكر ، مايطرح سؤالاً حول فاعلية الحوار إذا لم يكن الإلتزام بما تم الاتفاق وعليه بدأ تنفيذه .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى