مقالات

مصعب مضوي يكتب : ماالذي يحدث في أثيوبيا؟؟

تلاحقت الأحداث بسرعة كبيرة في الداخل الأثيوبي منذ أيام بعد مقتل المغني الأثيوبي (هونديس) والذي ينحدر من قومية الأورومو والتي ينحدر منها رئيس الوزارء الأثيوبي أبي أحمد وخلف مقتل الفنان الشعبي الشهير أحتجاجات كبيرة راح ضحيتها أكثر من ٨٠ شخص بينهم ضباط…
اللافت هنا أن مقتل الفنان يبدو ضمن خطة كبرى تسعى إلى إشعال حرب أهلية في إثيوبيا بين القوميات والتي بدورها ستؤجج الوضع الهش في المنطقة وبالتالي سقوط حكومة ابي أحمد وذلك في مصلحة أطراف دولية عديدة، وليس بمعزل عن كل ذلك الهجوم المتكرر لمليشيات أثيوبيا على الجيش السوداني في الحدود بين البلدين وكاد الأمر أن يذهب إلى حرب بين البلدين لولا التفاهمات التي حدثت بين البلدين وافضت إلى حلول ولو مؤقتة…
دولة أثيوبية تشهد صعود كبير في جميع المجالات وتطورت سريعاً في عهد رئيس الوزراء الحالي أبي أحمد والذي ترتفع شعبيته كل يوم بعد الإنجازات الكبيرة في الوقت القصير من رئاسته للوزراء وهذا ما جعل أثيوبيا محطة أنظار العديد من دول العالم ولكل مصالحه في إثيوبيا وبالطبع تتعارض هذه المصالح مع مصالح دول أخرى إضافة إلى مشروع سد النهضة والذي تنظر إليه أثيوبية بأنه مسئلة حياة أو موت ولا مجاملة ولا وصاية على أين كان عليها فيما يخص سد النهضة وقد وصلت المفاوضات بين الدول الثلاث إلى طريق مسدود أكثر من مرة تدخل فيها أخيراً الاتحاد الأفريقي بمبادرة جديدة قد تفضي إلى نتائج مرضية للأطراف الثلاث…
على السودان أن لا يتعامل مع مايحدث في أثيوبيا بأنه شأن داخلي أثيبوبي فكل المؤشرات والقراءات ترجح أن هنالك عمل أستخباراتي كبير يجري هناك وسيكون السودان أكثر المتضررين لو انقلب الوضع الأمني والسياسي في الجارة أثيوبيا لذا على الحكومة التحرك فوراً لتكون قريبة من الأحداث التي ممكن تداركها حتى الآن فقط نحتاج أن نقرأ الوضع جيداً ونكون في قلب الحدث ولاعبين أساسين فما يمس أثيوبيا يمس السودان بشكل أو بآخر وحتي لا ننسى وقفة أثيوبيا مع السودان في أيام الثورة والنزاع مع المجلس العسكري وتوتر الأجواء وقتها إضافة للوضع الأمني الهش في الحدود بين البلدين وحساسية قضية سد النهضة ومايجري فيها الآن كلها دواعي تجعل من الضروري أن يكون السودان بالقرب من كل مايحدث في أثيوبية من باب الحفاظ على الأمن القومي السوداني…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى