مقالات

ايمن كبوش يكتب : مونديال العرب.. يا للطرب

اكملت دولة قطر كافة استعداداتها لانطلاقة مونديال العرب، مثلما اكتمل عقد المنتخبات العربية المشاركة، ومن بينها منتخب صقور الجديان الذي وجد ما يستحق من وداع بمطار الخرطوم واستقبال حفي في دوحة القطريين.. فرحتنا بالتواجد العربي الكبير، بلا شك، مبذولة على خاطر اليقين بالشعب القطري الجميل الذي يعرف كيف يحلم.. كيف يخطط وكيف يجعل اهدافه واقعاً يمشي بين الناس.. وضع هذا الشعب المتطلع دوما الى المجد القواعد السليمة لممارسة رياضية راشدة.. اقام لها الملاعب ونشر لاجلها الميادين والاكاديميات على نسق ’’سباير’’ كما شيّد لها صرحاً للطب الرياضي على سبيل الفخامة التي ’’تٌشهيك الاصابة’’ فكانت ’’سبتار’’ والكثير من المشاريع التي تؤكد بان قطر ’’شطبت’’ كلمة مستحيل من قاموس مؤسساتها كلها.. لذلك قدمت نفسها للناس والدنيا كدولة متجاوزة لكل ما هو مألوف.. ليس مستغربا ان تصل بسرعة مدهشة الى ما هي عليه الآن من منجزات شاهقة.. وضعت ’’كاس العالم’’ في ’’ثريا’’ اهدافها فنالته مستقبلاً في 2022.. استهدفت ’’كاس آسيا’’ قبل ثلاثة اعوام فجاءها على اجنحة العرش طائعاً مختارا ليطوف في شوارها.. فريج بن علي.. الوعب.. سلوى.. مدينة السد.. الريان.. الغرافة.. الخور.. الدافنة.. خليفة.. بن يزيد.. مسيمير.. معيذر.. والسيلية وام صلال.. كنتاج طبيعي لركض الميادين الخضراء في ’’اكاديمية اسبيار’’ وهي خضرة ملساء تفتح الشهية وتساعد اللاعبين على تقديم الكثير.. لم يكن المال وحده هو الذي يصنع كل ذلك الجمال.. ولكن هناك عقول تفكر وتبدع وتنجز فشهقت الاستادات وتجلت الابداعات على المستطيل.. فلم لا تنال قكر كل هذا الذي تناقله وهي في عز الحصار المفروض.. تفتح الابواب والنوافذ لكي تتقدم وتدهش العالم.

عليك يا سيدي ان تكون على متن طائر الخطوط القطرية الميمون المتجه الى دوحة الخير النضير، عليك ان تفتح النوافذ، وان تشخص ببصرك نحو الخرطوم، تلك التي تنام في حنو وظلام دامس يثير مكامن الكآبة.. عشقك للبقاء في الوطن يا سيدي لن يكون مغرٍ هذه المرة، وانت تحزم الحقائب وتحمل تذكرة السفر… تحلق بك الطائرة في علو شاهق ثم تبدأ في الهبوط، تبدو الدوحة مثل عروس تصافحها المساءات الجميلة الشجية والنهارات العامرة بالود والفرجة والرفاهية… في «فلاجيو» لا يمكنك ان تعرف قيمة الوقت او تفاصيل المناخ، الا من خلال التحديق في الساعة، لن تدرك الزمن ان كان صباحاً او نهاراً او مساءً، لان الاجواء الصناعية المعبقة بالسحب التي تعطي الامطار امر الهطول، لا تمنحك الا الاحساس بالاخضرار والامتلاء والشوق للاحاجي السودانية القديمة.. يستقبلك «ربيع سوق واقف» المزدان بتلك البهارج الجميلة، وعلى ضفاف الخليج تمتد الالفة، ويحلو السمر، بلد تتمدد فيها الامكانيات ليغتسل فيها الكدر، ثم يفوح العبير.

اخيرا.. ليس لدى منتخبنا الوطني الاول، الذي وصل الدوحة.. اي عذر يمنعه من المحافظة على تاريخنا الرياضي المركوز في ضمير كل خليجي: (اخوتنا السودانيين .. علمونا الكورة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى