مقالات

ايمن كبوش يكتب : رحيل (النوارس) خلسة..

كدت اقولها لنفسي في لحظة رحيل النوارس.. عبد اللطيف سعيد (بوي).. نزار حامد.. سمؤال ميرغني.. مجاهد فاروق.. وعمر المصري.. وكديابا.. هذا بعد التعديل طبعا: (سبيل الشطب غاية كل لاعب.. فداعيه لارض الركض داع).. هذه السنة الحزينة.. ماضية فينا.. كل الذين مضوا احدثوا اثرا وتركوا بصمة.. فيبقى الاثر وتظل البصمة.. ذكريات جميلة.. وتاريخ مضيئ.. هاانذا استدعي التاريخ واخص النجم نزار بما كتبته في السادس من ابريل 2017.. كانت الدنيا حديقة.. وكانت سحب الرجاء العوامر لا تخيب ظنا فيها.. يومها كتبت: (اذا كنا في ساعات الاخفاق، وانشراخ المعزوفة وشذوذ اللحن وفوضى الاوركسترا.. نبحث عن النشاز ونستهدف مكامن الخلل والزلل لنعدل ونعالج و”نفترئ” احياناً كثيرة على الناس وندوس على جراحاتهم.. يجب ايضاً ان نُكافئ المجيد… ونُعلي من قدر المحسن المتعالي بالعطاء الوافر والاداء العالي.. اياً كانت ضروب هذا العطاء الذي يستحق ان يكون

“راية للآخرين”.. اكثر من مدرب اجنبي عمل في السودان خلال الاربع سنوات الاخيرة… سئل في صالة المغادرة ولحظات ما بعد حزم الحقائب والصعود الى سلم الطائرة المسافرة الى النسيان عن اللاعب الذي لفت نظره هنا، ويستحق الاحتراف في الخارج.. كلهم… كلهم.. لم يتعثروا في الاجابة… ولم يطف عليهم اي طائف صمت او تفكير طويل.. بل كان “نزار حامد”…. الفتى القادم من تلال كسلا الوريفة الى رحاب “السيد الهلال”.. هو مبتدأ الاجابة وخبرها الذي لا يخفى على صاحب عين وبصر وبصيرة.. “نزار حامد” هذا الابنوسي الجميل النحيل المرهف… لا يشبه شاعر الحب والجمال “نزار” في الاسم ولون البشرة… بل يتجاوز ذلك الى ذاك التعريف الذي يقول بان “نزار”… هو الشاعر العربي الكبير الخارج عن عباءة ما هو مألوف في استخدام اللغة وتطويع المفردات الخاصة… ونزار حامد كذلك… يجمع ما بين “قوة الاداء” و”رهافة النسائم” في التعامل مع المستديرة.. يهوى الاقتحام… عند المدافعة تحسبه “عبد الرحيم برشم” في الغيرة على “الشعار”… وفي سانحة الهجوم والتقدم تراه في “رهافة” الراحل الفنان “والي الدين محمد عبد الله” واناقة الساحر “منصور بشير تنقا”.. منذ زمن افتقدنا اللاعب “اللمسة”… اللاعب “الدهشة” واللاعب “الحكاية” و”الرواية” والضجة، ذاك الذي يلاعب الكرة “همساً” ويتسلل الى القلوب ليحتكرها ويسكن فيها بفنه الجميل وعطاؤه النبيل.. الاسبوع الماضي، كنت اقول لمجاوري في المقصورة الرئيسية لاستاد الهلال… “عند نزار عيب واحد لو تخلص منه فهو الاول بلا منازع…. برفع كورتو في الاستلام فيرهق نفسه في تحديد الزميل عند التمرير”.. وافقني مجاوري ومحدثي الذي كان يراهن على “نزار” قبل انطلاقة الماتش بحماس منظور حتى حسبت انه سيكون لأجله وحده رابطة مشجعين.. ولم يخذله “نزار” حيث لم يدم انتظارنا كثيراً قبل ان يهز شباك الرابطة كوستي بهدف بديع تفاعل معه الجميع.. ان كانت للصديق الكابتن محمد نصر الدين النابي “حسنة” مازالت هنا.. في البال والخاطر.. فهي في “فكرة” تحويل النجم الكبير الذي قمنا بجرح كبرياء “مهاراته العالية” بالابقاء عليه في الارتكاز… مع احترامي الشديد لكل لاعبي الارتكاز الذين مروا على هلال السودان.. حيث وضعه في منطقة لاعب الوسط المتقدم ولم يخيب الظن فيه.. بالامس كان نزار حامد هو (ايقونة) تلك العصرية المشحونة بالتحدي، وذلك بتوقيعه مرتين في شباك هلال التبلدي فاستحق مني هذه السطور المحفزة.. ربنا يحفظك لهلالك ولوطنك يا نزار… ويعطيك العافية التي تجعلك دائماً على مرمى رهان الجماهير… فقد كنت نجماً ثاقباً يستحق التحية الخاصة… وشهاباً منيراً يستحق ان نختصه بالتصفيق.

لكل واحد من اولئك الذين ترجلوا واخص ثلاثة منهم، بوي ونزار وسمؤال قصة ينبغي ان تحكى.. قصة عصية على النسيان.. يتحدث عنها الميدان واخلاق الفرسان.. لكم منا امنيات التوفيق في اي ميدان من ميادين العطاء وهذا اقل ما نقدمه لكم.. وما التوفيق الا من عند الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى