مقالات

ايمن كبوش يكتب : (سودانية اسود)

على وقع الاغنية الحماسية، (سودانية اسود) بصوت المغنية الصاعدة (ايمان الشريف)، احتفلت الجماهير السودانية بشكل خرافي، عقب انتهاء مباراة السودان والكنغو بفوز مهم وغال لصقور الجديان بهدفين مقابل هدف، وذلك في المباراة التي اقيمت بملعب إستاد الهلال، في الجولة الثانية للمجموعة التاسعة للتصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الإفريقية بساحل العاج العام المقبل.. احرز ثنائية منتخبنا وليد بخيت (الشعلة) ومحمد عبد الرحمن (الغربال) ليضع منتخبنا اول ثلاث نقاط في رصيده.

جاءت فرحة الجماهير السودانية عقب اللقاء، عفوية وصادقة، لتعبر عن شعب عز عليه الفرح، وخاصمته الانتصارات على كافة المستويات، لذلك هي فرحة مبررة ومطلوبة في هذا التوقيت، لتعيد التوازن للاعبين وتؤكد لهم بان الجماهير التي وقفت معهم من المدرجات، ظلت متعطشة للانتصارات لان هذا البلد الذي يتنفس كرة القدم ويعشقها يستحق هذا الانتصار.

قدم المنتخبان مباراة رفيعة على مدار الشوطين، وشكل رماة الفرقتين خطورة بالغة على المرميين، ولولا براعة الحارس (محمد المصطفى) لما تحقق هذا الانتصار، حيث زاد عن مرماه ببسالة وفدائية، بجانب متوسطي الدفاع (مصطفى كرشوم)، احد نجوم اللقاء، و(صلاح نمر) اللذان تحملا عبء الدفاع كاملا في ظل تواضع (مازن محمدين) الذي شكل ثغرة واضحة في الاراضي السودانية، و(عوض زايد) الذي احتل غير مكانه، بينما قدمت المباراة (والي الدين بوغبا) بشكل مختلف واعادت له كل الاراضي المفقودة، وكذلك كان الحال بالنسبة ل(وليد الشعلة ومحمد عبد الرحمن وياسر مزمل) الذين ظهروا بتفاهم كبير وضح من خلال الهدفين، ابدع (الغربال) في صناعة الاول وتجلى (مويس) في صناعة الثاني، فكانت الفرحة السودانية كاملة الدسم عندما اقتحمت الجماهير ارض الملعب وحملت اللاعبين على الاعناق ابتهاجا بوضع اول ثلاث نقاط في بنك المجموعة.

اعود واقول ان المدرب (برهان تية) دفع بمحمد مصطفى في المرمى ورباعي خط دفاع مكون من مازن ونمر وكرشوم وعوض زايد وثلاثي خط وسط ضم بوغبا وطيفور وعبد الرؤوف وثلاثي رعب هجومي بقيادة الغربال والشعلة وياسر مويس، فيما استعان في الحصة الثانية بضياء الدين (التائه) وعثمان ميسي ومحمد المنذر، بدلاء لعبد الرؤوف والشعلة وعمار طيفور، وباجراء هذه التبديلات شن المنتخب الكونغولي هجوما شرسا على مناطق الصقور الى ان نجح في تقليص الفارق بسبب خطأ بدأ من منطقة دفاع الضيوف بارتكاب المنذر مخالفة ساذجة نال على اثرها بطاقة مجانية، ليتم رفع الكرة في عمق الدفاع السوداني وسط شرود ذهني عام، فتسكن الكرة الشباك، ولكن ذلك لم يقلل من الفرحة التي امتدت الى خارج الملعب في صورة عميقة من صور التلاحم التي افتقدناها منذ انتصاراتنا الماضية على غانا وجنوب افريقيا.. مبروك صقور الجديان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى