تقارير سياسية

أبوهاجة ..الحوري ..طارق الهادي ..المفوضون السياسيون في الجيش ماهو مستقبلهم ؟

بورتسودان : الفاضل يوسف / Sudan2day
كلٌ من الطاهر أبوهاجة و الهادي كجاب و إبراهيم الحوري ، نموذجاً حقيقاً للضباط الإسلاميين داخل القوات المسلحة ولعبوا أدواراً سيئة في تقويض الانتقال الديمقراطي وتعطيل ثورة ديسمبر المجيدة وقاوموا بأوامرٍ من التنظيم الإسلامي داخل القوات المسلحة أهداف التغيير والانتقال الديمقراطي والإصلاح الأمني العسكري لأنه يفكك منظومة الحركة الإسلامية داخل الجيش ، وتولوا الدعاية الإعلامية كلٌ من خلال موقعه بتبادل الأدوار بشكلٍ واضح ، الطاهر أبوهاجة مستشاراً إعلامياً لقائد الجيش وإبراهيم الحوري رئيساً لتحرير صحيفة القوات المسلحة أما طارق الهادي كجاب تولى الإعلام الاجتماعي ( مواقع التواصل الاجتماعي ) واصبحوا يرسلون رسائل إعلامية تحمل توجهاتٍ عنصرية وشمولية ودكتاتورية مؤيدة لنظام الإنقاذ ، وبخاصةً طارق الهادي الذي كان الطبيب الخاص للمخلوع عمر البشير ، وهم ضباطٌ انضموا للجيش بعد حصولهم على شهاداتٍ جامعية ضمن خطة التنظيم الإسلامي للسيطرة على مفاصل الجيش تماماً .


المفوض السياسي
ينطبق على هؤلاء الضباط وصف المفوض السياسي داخل الجيش ،و هي وظيفة موجودة في معظم الجيوش في الأنظمة الشمولية للسيطرة عل الجيش وسيطرة أيدلوجيا النظام على المؤسسة العسكرية وهو ما فعله نظام الإنقاذ بمجرد توليه السلطة في السودان منذ العام 1989م ، واشتهرت تجربة المفوض السياسي هذه في الاتحاد السوفييتي وتم استنساخ التجربة في عددٍ من الأنظمة في المنطقة العربية والإفريقية مثل ( سوريا والعراق .
والمفوض السياسي هو شخص من الحزب يتم استعيابه داخل الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى ليضمن السيطرة للحزب على الجيش والمؤسسة العسكرية ، ولذلك يكون ولائه للحزب والتنظيم والنظام وليس الجيش ، لأنه ولائه بالأساس حزبي في المقام الأول ، وبذلك هو نموذج مختلف عن الضابط المتخرج من الكلية الحربية مثلاً ، حتى لو انضم لحزب المفوض السياسي..
تمكين الإسلاميين في الجيش
مع بداية حكم الإنقاذ قاوم الجيش إجراءات حله وتحويله إلى مليشياتٍ مقاتلة تحت إمرة التنظيم الإسلامي كما كان يفكر عراب الإسلاميين حسن الترابي والسبب أن طبيعة الضباط المهنيين والمحترفين كانت هي الغالبة ولذلك اتجه الترابي وتنظيمه الإسلامي إلى الخطة البديلة وهي اغراق الجيش بالضباط الفنيين المتخرجين من جامعاتٍ ومعاهد عليا ومنح هذه الفرص لعضويتهم من الإسلاميين ونجحوا في ذلك بصورةٍ غير مسبوقة.
ويجد الجميع أن هؤلاء الضباط الفنيين في الجيش يمثلون صوت الحركة الإسلامية تماماً مثل نماذج الطاهر أبوهاجة وطارق الهادي كجاب وإبراهيم الحوري والصوارمي خالد سعد ومحمد عثمان الأغبش كمثالٍ فقط ، ولكن الأكثر صوتاً تعبيراً عن الإسلاميين داخل الجيش هم الطاهر أبوهاجة وإبراهيم الحوري وطارق الهادي .

دعاية الإسلاميين
الطاهر أبوهاجة كان رئيساً لتحرير صحيفة القوات المسلحة منذ العام 2011 وهي صحيفة لم تكن مستوفية إجراءات تسجيلها أو قيدها بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية ورفض المجلس منحها التصديق للصدور ولكن التدخل من قبل المخلوع البشير جعلها تصدر حتى بدون دفع رسوم الصدور والتسجيل وسيطروا عبرها على مطبعة كرري لطباعة الصحف للتحكم في سوق الصحافة وورق الصحف ، ولاحقاً عقب ثورة ديسمبر المجيدة وانتقال الطاهر أبوهاجة مستشاراً اعلامياً للبرهان تم تعيين إبراهيم الحوري رئيساً للتحرير دون اخطار مجلس الصحافة ودفع الرسوم الواجبة ، إضافة إلى ذلك معروف أن رئاسة تحرير الصحف لديها شروط معنية ومهنية وقانونية لاتنطبق على هؤلاء الضباط مطلقاً من واقع عدم معرفتهم بأصول مهنة الصحافة مطلقاً بل لكونهم أعضاء في التنظيم الإسلامي وبخلاف ذلك فهم يتجازون إدارة التوجيه المعنوي والتي يجب أن تقف على رأس العمل الإعلامي للقوات المسلحة .
على مدى أربع سنوات مضت ظل هؤلاء الضباط يعملون على بث دعاية الإسلاميين وهم مرتدين زي القوات المسلحة ويتحدثون في السياسة والشؤون السياسية ويرسلون التهديدات بالإغتيالات والاعتقالات والانقلابات تجاه الأحزاب السياسية وقياداتها وعضويتها ويظهرون بأسمائهم وصفاتهم العسكرية والسبب في ذلك أنهم كوادر حزبية بالأساس وليسوا ضباطاً .
مجموعات إعلامية
رغم اختفاء الطاهر أبوهاجة مؤخراً عن التصريحات الإعلامية لكنه يقف على رأس المجموعات الإعلامية التي دعمت انقلاب 25 أكتوبر 2021 والتي دعمت الحرب يتشارك معه في ذلك كل من إبراهيم الحوري ويشرفان على صحفيين واعلاميين وفنانين ويرسمون لهم الرسائل الإعلامية المحتشدة بالعنصرية وخطاب الكراهية ورفض المفاوضات والاتفاق على وقف الحرب .
بينما تفرغ الحوري لصحيفة القوات المسلحة وطارق الهادي لمواقع التواصل الاجتماعي ارتبكت رسائلهم الإعلامية تماماً وتغيروا إلى بث خطاب الكراهية والعنصرية وكتابة منشوراتٍ مرتبكة تماماً ، ليبرز سؤال مهم هؤلاء المفوضين السياسيين ماهو مستقبلهم ؟ هل سيتم التخلص منهم ضمن عملية الإصلاح الأمني والعسكري ؟ أم يلتزموا بشروط الجيش المهني الواحد والقومي ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى