تقارير سياسية

بسبب موقفه الداعم لمنبر جدة .. الإسلاميون يقودون حملة إعلامية مضللة ضد الرئيس أفورقي وبلاده


بورتسودان : أنس عبد الوهاب / sudan2day

بدأت مجموعاتُ الإسلاميين الإعلامية عبر مواقع إلكترونية ومنصاتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي حملاتٍ منظمة على دولةِ وحكومة ارتيريا وذلك بتحريف تصريحاته والتي أدلى بها لصحيفة الشرق الأوسط ، وذلك بسبب مواقف الحكومة الارترية من الحرب الدائرة في السودان ، واتخاذها موقفاً سياسياً قائم على العلاقات الاجتماعية والتأريخية بين البلدين ودعم السودانيين لخياراتِ الشعب الإرتري في نضالهِ لنيل استقلاله منذ الستينات ، واخذت هذه الحملات طابعاً اخر لإفساد العلاقات بين الشعبين وتعامل الحكومة الإرتيرية مع السودانيين ، والتي فتحت لها أراضيها وسهلت إجراءات الدخول بشكلٍ مجاني وميسر ومنحهم اقاماتٍ دون أي رسوم وحرية الحركة وتقديم المساعدات والاحترام من قبل الشعب الإرتيري ، وتضمنت الحملة حديثاً عن تواجد السودانيين في الشوارع بإرتيريا والصحيح بحسب مواطنيين سودانيين بإرتيريا أن العاصمة اسمرا فيها عدد فنادق محدد وشقق معروضة للإيجار وجميعها تم استئجارها وذلك أحدث ضغطاً وكثافةً غير مسبوقة حيث أن العاصمة اسمرا اصغر نسبياً وعدد السودانيين الوافدين إليها كبير مقارنةً بعدد الفنادق والعقارات وحتى عددية المواطنيين ، وذكروا أن السلطات الإرتيرية عملت على هذه المشاكل وقدمت خدماتٍ لإسكان الوافدين ولم تعاملهم كلاجئين مطلقاً وذلك عكس مايشاع من اخبار مضللة يقودها الإسلاميون لإفساد العلاقة بين البلدين .

وهذه الحملة المقصود بها محاولات احداث توترٍ بين الحكومة الإرتيرية والقوى المدنية و السياسية الساعية إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي والمدني وانهاء الحرب وعلى رأسها قوى الحرية والتغيير والتي قامت بجولاتٍ إفريقية وعربية ناجحة أسهمت بشكلٍ مباشر في دفع منبر جدة واستئنافه وتوحيد المنابر وجعل المنبر والمفاوضات الجارية فيه ذات مصداقيةٍ وموثوقية ودعمه من قبل دول جوار السودان والاتحاد الإفريقي والإيقاد .

مواقع الكترونية

وتدوالت مواقع الكترونية مثل ( الحاكم نيوز – سوداميديا – زاجل – تاق برس ) تصريحاتٍ للرئيس الإرتيري في حوارٍ مع صحيفة الشرق الأوسط على هامش مؤتمر الشراكة السعودية – الإفريقية الذي انعقد بالمملكة العربية السعودية مطلع الأسبوع الجاري ، ولكن ماهي أسباب هذه الحملة الإعلامية تجاه ارتيريا ورئيسها وعلى أدوارها الإيجابية تجاه إيقاف الحرب واستضافة آلاف السودانيين وتسهيل اجراءاتِ عبورهم من خلالها إلى دولٍ أخرى ؟

أسباب الحملة

بدأت الحملة ضد حكومة ارتيريا الأسبوع الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، على خلفيةِ تصريحاتِ الرئيس الإرتيري اسياس أفورقي عقب لقاءاتٍ مختلفة مع كل من الرئيس الكيني وليم روتو قبل نحو شهرٍ ونصف والأمير محمد بن سلمان مؤخراً عن دعمه لمنبر جدة والمفاوضات بين القوات المسلحة والدعم السريع ورفضهِ تعدد المنابر ودعمه لأن يكون الاتحاد الإفريقي والإيقاد حاضرين في مفاوضات جدة وهو ماحدث فعلاً ومضى المسار في هذا السياق ، إضافةً إلى تبني الحكومة الإرترية توجهاً أن تصب مخرجات قمة دول جوار السودان دعماً لمنبر جدة وأن يكون المنبر المعتمد لحل الأزمة وانهاء الحرب هو ” منبر جدة ” ، هذا التوجه يُخالف تماماً رأي وموقف الإسلاميين الذين يسيطرون على قراراتِ الجيش وقائدهِ ، حيث أن البرهان لدى زيارتهِ اسمرا في سبتمبر الماضي لم يجد اتفاقاً مع رؤيتهِ بإيجاد منبرٍ جديد وتلخص موقف الحكومة الإرتيرية ورئيسها أسياس أفورقي في دعم منبر جدة والوقوف مع الشعب السوداني وخياراتهِ .

قمة دول الجوار

في أغسطس الماضي انعقدت قمة دول الجوار السودان بالعاصمة المصرية القاهرة ، قال أسياس أفورقي أن الحرب الجارية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع أدخلت البلاد والشعب في مستنقعٍ دون أي مبرر ،وأكد فيها على دعم خيارات الشعب السوداني لتجاوز هذه المحنة – يقصد الحرب – ورفض أفورقي في كلمته تلك أي تدخلاتٍ خارجية وإقليمية أو محلية لدعم طرفي الحرب ، والتدخلات العسكرية التي تهدف إلى تأجيج الحرب وأنه لا مبرر للحرب في السودان ، وأشار في كلمته أنه لابد للشعب السوداني الذي انجز ثورة شعبية سلمية وأطاح بنظام الإنقاذ البائد وذكر أنه دمر البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا ،وأنه لابد من أن ينتقل إلى حالة الاستقرار والتحول الديمقراطي .

دعم منبر جدة

موقف الحكومة والرئاسة الإرتيرية الواضح والمباشر وإعلان أفورقي دعم منبر جدة جعل الإسلاميين يبدأون حملة ضد بلاده موقف حكومته ومحاولاتٍ لإستغلال تصريحاتهِ ضد قوى ثورة ديسمبر المجيدة والتي تدعم أرتيريا توجهاتها بصورةٍ واضحة ، جعل الإسلاميين يبدأون هذه الحملة تجاه كل الدول الداعمة لتوحيد المبادرات ودعم منبر جدة ، لأن ذلك سيعني انهيار آلية دول الجوار واندماجها في منبرٍ واحد ما يعني تسريع انهاء الحرب واستعادة المسار الديمقراطي .

دمج الدعم السريع

وفي أولٍ تعليقٍ للرئيس الإرتري على الحرب في شهر مايو الماضي ذكر في تصريحاتٍ للتفلزيون الإرتري أنه يجب دمج الدعم السريع في الجيش وانهاء الحرب والتي ستهدد أمن واستقرار السودان ، لتجنب الخلافات وذكر في تلك التصريحات أن ثورة ديسمبر المجيدة استولى عليها دخلاء وهو يقصد الانقلاب الذي حدث في 25 أكتوبر وتحالف الكتلة الديمقراطية مع الإسلاميين .

ودعا إلى اللجوء إلى الحلول السلمية والتفاوضية وأن تلعب دول الجوار دوراً ايجابياً لإيقاف الحرب ، هذه التصريحات التي تتوافق مع رؤية قوى الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري جعلت الإسلاميين في الجيش والاستخبارات العسكرية ينظمون حملاتٍ مستمرة تجاه ارتيريا .

تصريحات الشرق الأوسط

في تصريحاتهِ للشرق الأوسط قال الرئيس الإرتيري : (تعدد المنابر كان ذريعة للتدخل الخارجي، بجانب أن القوى السياسية الفاشلة عقدت عملية الحلول الممكنة للأزمة، فمن الأهمية توحيد المنابر، ولذا أعتقد أن منبر جدة يكفي لقيادة المفاوضات السودانية

وبالضرورة لا بد أن تكون لدينا فيها مساهمة إيجابية، مع يقيني بأن الحلّ بيد السودانيين أنفسهم، ولكن يمكن الاستفادة من المساهمات للذين يساندون السودان وشعبه، بمنهجية وموضوعية).

وحول هذه التصريحات قال المحلل السياسي الإرتيري ( علي محمد آدم ) لـ ( سودان توداي ) أن هذه التصريحات تم تحريفها بشكلٍ غريب من الإسلاميين في السودان ، حيث أن الرئيس اسياسي أفورقي يقصد القوى السياسية التي دعمت الحرب وانقلبت على ثورة الشعب السوداني وبالضرورة فهو يشير إلى مجموعات مثل الكتلة الديمقراطية والتراضي الوطني والجبهة الوطنية السودانية ، والتي أكدت وقائع الاحداث أنها سبب في وصول السودان لهذه المرحلة من التشظي ، وأضاف : الحكومة الإرتيرية تعرف جيداً الخارطة السياسية السودانية والقوى التي تدعم استقراره والتي تعمل للإستفادة من حالة الفوضى التي تسببت فيها الحرب .

ثورة ديسمبر المجيدة

وعلق المحلل السياسي الإرتيري ( علي محمد آدم ) أن تصريحات الرئيس الإرتيري أسياس أفورقي التي ذكر فيها نصاً : ( أستطيع القول إن النظام السابق علّم السودانيين كيفية أن يحسنوا اختياراتهم، ولذلك انطلقت الانتفاضة بشكل عفوي، فالشعب عبأ نفسه بنفسه، وليس لأي قوى سياسية أو حزب، الحق في أن يدعي تبني ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، فالادعاء شيء معيب، لأن عملية بناء الدولة في السودان كانت عملية مستمرة منذ استقلاله في عام 1956، إذ إن الشعب السوداني وقتها يتمتع بثقافة ومعرفة وفرص أفضل مما كان عليه الأفارقة الآخرون، ولكن بالحديث عن عهد الإنقاذ فإنه حدث إفراغ سياسي ، للأسف لا توجد قوى سياسية بالمعنى، ولا أعترف بها وليس منها جدوى، مجرد انزلاقات لا بد من الحذر منها، لأنها تصرف الأنظار عن القضايا الحقيقية وتخلق فرصة للانتهازية والمزايدة وتعقيد العملية السياسية وتأجيل الحلول، والتدخلات الخارجية.
وعلق علي محمد آدم ذاكرا : طبعاً لايفوت على الجميع أن الرئيس الإرتيري لطالما أبدى اعجابه بالثورة السودانية على نظام الأنقاذ وبالتالي هو لديه خلفية إيجابية جداً عن قوى الحرية والتغيير وقوى الثورة وبالتالي يعلم جيداً بحكم معرفته بالمشهد السوداني وعيشهِ لسنوات طويلة في السودان ، والخارطة السياسية السودانية ، وبالضرورة فإن تصريحاته تشير إلى القوى السياسة التي تعمل ضد مصلحة السودان ، وأضاف : الحكومة الأرتيرية والرئيس الإرتيري يقصدون بصورةٍ غير مباشرة الإسلاميين والذين بدأوا حملاتٍ ضدها بسبب مواقفها الإيجابية وانفتاحها على قوى الثورة والحرية والتغيير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى