إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : الثورة لم تمت، فلماذا يبالغون في نعيها؟؟

صحيح أنني لم ولن أقدم على توجيه كلمة إنتقاد واحدة بحق الدكتور عبد الله حمدوك، لأنه يمثل في نظري الأمل المتبقي لهذا الشعب في إجتياز هذا المنحنى الدقيق الذي تمر به الثورة، لذلك، فإن حديثي سيكون مباشرا للشيوعيين والبعثيين الذين إبتلى الله بهم هذا الشعب الصابر، تماما كما إبتلاه من قبلهم بالكيزان!!
الشيوعيون والبعثيون هم ألد أعداء هذا الشعب، وأكبر خصوم لثورة شباب ديسمبر، ولن نذهب أبعد من تاريخهم الدموي، وأدبياتهم السياسية، التي تدعو للقتل والسحل والموت والخراب، حتى ندلل على ما نعتقد أنهم أكبر عقبة تواجه عملية التحول الديمقراطي التي يتطلع إليها أبناؤنا من خلال شعاراتهم التي رفعوها، حرية سلام وعدالة!!
ماذا يريد علي الريح السنهوري من الشعب السوداني؟ وما هي التجربة التي يريد أن يقدمها لأهله ومواطنيه؟ لقد مات صدام حسين وشبع موتا، بعد أن دمر العراق، أرض الرافدين وعقد النصارى، وحوله إلى خراب ينعق فيه البوم؟؟ ألا يكفيه العز الذي تمرق فيه في بغداد على حساب الشعب العراقي؟ أم أنه ما يزال يطمع في المزيد؟
ونفس السؤال مطروح أمام الأستاذ صديق يوسف، الذي عاش أكثر مما عاش لبد، ولا يريد أن يرحل قبل أن يشعل فتنة تحيل نهار هذا الشعب الطيب إلى ليل حالك السواد!! لقد قدم كارل ماركس فكرته، وقد أنكر الغيب، بعد أن فشل في أن يدركه، فهل هو على إستعداد لأن يبحث عن مانيفاستو جديد يخرج به إلى الشعب، ويعترف فيه بوجود عقل كلي سابق للمادة، فيأتي مع بقية الناس إلى كلمة سواء، أم أنه ما يزال مبقيا على إيمانه القديم بأن الدين أفيون الشعوب؟
شيء غريب ومؤسف، أن يخرج البعثيون وجماعة جمال عبد الناصر، وكلهم (قردين وحابس)، وهم يعتقدون أنهم يستطيعون أن يعيدوا السودان إلى عهد سامي شرف وشمس بدران، في مصر، وطه ياسين رمضان وطارق عزيز في العراق، فتلك أيام مضت ولن تعود..
إن ثورة شباب ديسمبر قادها أبناؤنا وبناتنا، ولحقت بها الأحزاب التي لم يصدق قادتها حتى الآن أن عمر البشير قد سقط.. فقد أكلوا وشربوا معه، وأعطاهم من العطايا والهدايا ما لم ينكروه، وما يزال فيصل محمد صالح يجتر ذكريات ليالي الأنس مع بشه، وفقا لرواية الفنانة هدى عربي، فليس معنى أنهم خرجوا في مظاهرتين، أو باتوا ليلتين في الحراسة أنهم قد صنعوا ثورة شباب ديسمبر.. فإن لم يتأدبوا بأدب هذه الثورة، فإن الشارع كفيل بتأديبهم، ولن يكون مصيرهم بأفضل من مصير الكيزان!!
تذكرون أن فيصل محمد صالح كان يردد دائما أنه لا يملك حق إقالة مدير التلفزيون مثلا، إلى أن نبهته الدكتورة إبتسام السنهوري إلى أنه يستطيع أن يقدم مذكرة لرئيس الوزراء بذلك المعنى، ليتضح أنه لم يكن قد إطلع على الوثيقة الدستورية، التي تم تعيينه وزيرا بمقتضاها؟
هل تذكرون الحوارات التافهة التي كان يجريها مجهولون من داخل الأسواق، وتبثها قناة الجزيرة مباشر، وفيصل محمد صالح لا يحرك ساكنا لإيقافها؟ فما هي مؤهلاته الحقيقية التي قذفت به إلى هذا الموقع؟ ولماذا أبقى عليه حمدوك؟ ولماذا أبقى على أخيه في الفشل مدني عباس مدني؟
هذه الأسئلة، وغيرها، سوف تجيب عليها الموجة الثالثة من الثورة، فقد بدأت تلوح في الأفق، وسوف تعصف بهم، شاءوا أم أبوا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى