إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : الدكتورة آمنة.. إمرأة كاملة الأنوثة!!

هشام عبدالملك الجزولي
الناس في بلادي، يشبهون المرأة الشجاعة بالرجل، وكأنما الله قد خص الرجال وحدهم بالشجاعة.. وهو توجه عنصري ممعن في التخلف والجهل يهدف إلى التقليل من شأن المرأة، وقيمتها كإنسانة قبل أن تكون أنثى..
الدكتورة آمنة، بنت ثورة شباب ديسمبر، ولأنها بت رجال، وأنثى كاملة الأنوثة، فقد جسدت قمة شجاعة وقوة الثوار، فوضعت النقاط على الحروف، في مواجهة قائد سلاح المدفعية، في جرأة يحسدها عليها كل الجنرالات الذين حكموا السودان، من عبود إلى البرهان.. ولهذا السبب وحده، كان على الآخرين أن يدركوا أن هذه الثورة لم تأت ليجلس مدني عباس مدني على كرسي الوزارة، ويضع رجلا على رجل، بينما هو وفيصل محمد صالح وآخرين، غير مؤهلين لإدارة فصل لمحو الأمية!!
على قادة القوات المسلحة أن يفهموا شيئا واحدا، وهو أن هذه الثورة أكبر من قدراتهم ومن إمكانياتهم المحدودة.. فهي ليست كبقية الثورات، ولو أرادوا خيرا بأهلهم وناسهم، عليهم أن يرحلوا اليوم قبل الغد.. فالذي قال لهم إن السودان سوف يعود إلى بيت الطاعة المصري قد كذب عليهم.. والذي قال لهم إن هذه الثورة يمكن تجييرها لمصلحة قوة إقليمية معينة قد كذب عليهم، والذي قال لهم إن السلاح الذي قتلوا به الشباب واغتصبوا به الحرائر في جريمة فض الإعتصام سوف يخيفهم قد كذب عليهم!!
إن الموقف الذي إتخذه قائد سلاح المدفعية، لا يعبر بالضرورة عن موروثات الجيش السوداني، ولا يشبه علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وعبيد حاج الأمين.. دعونا نقرأ مرة أخرى، حديث القاضي الإنجليزي، عندما حاول أن يثير النعرة القبلية لدى البطل الثائر على عبد اللطيف، وماذا كان رده عليه؟ قال له بكل عزم وثبات: “أخرجوا أنتم من بلادنا، وأتركوني عبدا كما كنت!!”
كنت أتمنى ألا يتم العبث بالمقررات الدراسية، وأن تظل باقية كما هي بكل ما فيها من قسوة، حتى تعرف الأجيال الجديدة، أن الذي تحقق لهم، لم يأت لأن إسماعيل الأزهري قد نكس سرى العلمين، وأن محمد أحمد المحجوب كان يقف إلى جواره، وإنما جاء نتيجة لمجاهدات رجال ونساء السودان، منذ أن وطأت أقدام الأجنبي أرض البلاد الطاهرة.. فالشعب الذي هزم جيش الإمبراطورية التركية وبريطانيا العظمى، لقادر على هزيمة لجنة البشير الأمنية، التي يكفيها، أنها تجلس على مليارات الدولارات من خيرات الوطن، بينما شعبها يقف في طوابير الخبز والوقود يتكفف حكومات العالم!!
سيدي البرهان.. سيدي الكباشي .. متى ترحلا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى