إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك يكتب : هل ينتحر الصادق المهدي

بسم الله الرحمن الرحيم، “إنك ميت وإنهم ميتون” صدق الله العظيم.. هذه الآية الكريمة، تؤكد أن السيد الصادق المهدي يدرك جيدا أنه سوف يموت، إن عاجلا أو آجلا، ولكنه، وكأنما اتخذ عند الرحمن عهدا، يعتقد بأنه سوف لن يلاقي ربه قبل أن يجلس على الكرسي للمرة الثالثة، ليرث ثورة الشباب، التي لم يكن جزءا منها، ولم يشارك فيها، وحتى عندما رصدته الكاميرا يسير وسط الجموع، في تلك الأيام المباركات، سارع إلى نفي أن يكون قد شارك في المظاهرة، وإنما كان في طريقه لتقديم واجب العزاء في مكان قريب!! وأن الصدفة وحدها هي التي أوجدته وسط المتظاهرين!!
بدأ السيد الصادق المهدي مناوراته البائسة بعد نجاح الثورة، بمطالبته بتسليمه السلطة محتجا بأنه آخر رئيس منتخب للسودان أطاح به العسكر، بل تمادى بالمطالبة بولاية كاملة مدتها أربع سنوات!! نعم هكذا، يتم تسليمه السلطة التي فشل في حمايتها، وهو أول من إعترف بشرعية الإنقلاب، ولم يفعل ما فعله أردوغان بأن طالب الشعب بالخروج لمقاومة الإنقلابيين، بل لاذ بمكان آمن، وأرسل من مخبئه رسالة إلى العسكريين يطالب فيها بتقديمه إلى محاكمة عادلة!! فهل يوجد دليل على تواطئه مع صهره حسن الترابي أكثر من ذلك؟ والآن يريد أن يخوض في دماء الشهداء ليصل إلى حبه الأزلي، كرسي السلطة، الذي يظن أنه خلق من أجله!!
ولم يقف اللمام الفاشل عند ذلك الحد، بل إستثمر الخطأ الذي وقع فيه الثوار بقبول عضوية حزبه في قوى الحرية والتغيير، فأصبح خصما عليهم، لا إضافة لهم، ليواصل إبتزازه القميء، مرة بمطالبته بانتخابات مبكرة، بزعم أنه سوف يكتسحها، بإعتباره أكثر عناصر الثورة جماهيرية، ثم محاولاته البائسة الأخيرة، بالتهديد بالخروج من (قحت)، إن لم تنصاع لمطالبه، وليته يفعل، ويلحق به كل من والاه!!
أما خطوته الأخيرة، والتي تتحدث عنها الأسافير، بسعيه لإلغاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، لأنها دخلت في الممنوع، وزلزلت الأرض تحت أقدام صهره، فإنها تمثل إنتحارا معنويا وحسيا للسيد اللمام، ولن تقوم له قائمة بعدها، لينهي حياته السياسية على سوء الخاتمة، وبئس المصير!!
آخر الكلام..
عرفت الآن فقط لماذا فشل نادي الهلال في تحقيق أي لقب قاري بالرغم من أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى منه في ثلاث مناسبات.. فالسيد الصادق المهدي لم يجد فريقا في الدنيا يشجعه غير الهلال!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى