مقالات

ايمن كبوش يكتب : نهاية سطوة مسرح الرجل الواحد

حدثته طويلا عن كواليس العمل الإداري بنادي الهلال، وقصصت عليه الكثير من “الحواديت” والنوادر المليحة التي جرت على السنة مختلفة من الشهود والجلساء.. وهي حكاوي يكون فيها السيد الرئيس.. هو البطل الأوحد في تجسيد ممعن في الديكتاتورية ومسرح الرجل الواحد.. عندما يحكي السيد الرئيس “نكتة” في أي وقت من الأوقات، فإن جميع أعضاء المجلس، مطالبون بالضحك لحد “القهقهة” حتى وإن كانت هذه النكتة الرئاسية “ابيخ” من أن يتذكرها التاريخ.. وهي نكات في الغالب كتلك التي يرتجلها نجوم الاضحاك والكوميديا السودانية.. واغلبها مسند لابي داوود وود نفاش وكمال سينا.. والهادي نصر الدين.

كان رئيس الهلال هو محور الكون الذي تدور حوله “ونسة” أعضاء مجلسه.. ينسجون حوله الكثير من المواقف الخاصة التي لم يسمع بها السيد الرئيس ولم يكن بطلا فيها.. كما “يشتلون” الكثير من الأقوال التي لم يقلها.. ولكنه في الغالب يؤمّن ب(كيفه ومزاجه) على كل ما يأتي من محاسيبه وحاشيته من اكاذيب.. الرئيس الحالي السيد هاشم السوباط.. جاء بشكل مخالف ومختلف لتلك “الدقة القديمة”.. لم يسع لتكوين حاشية ولم يعين شلة محددة على الرغم من أن هناك فئة في الهلال ظلت متبرعة على الدوام لكي تمشي في ركاب اي رئيس قادم، تستلمه عند الباب بعد الانتخاب.. وترمي شريحته في أقرب مكب زبالة عندما يصل إلى باب الخروج.. بينما يتسابق أعضاء المجلس في التقرب الى السيد الرئيس بوسائل شتى.. يضحكون على نكاته.. ويكونوا في استقباله ووداعه عند أي ملمة.. ولكن السوباط هجر كل تلك البهارج ولم يبد اي اهتمام حتى في متابعة فريق الكرة الأول بنادي الهلال، تدريباته.. مبارياته ومعسكراته وسفرياته.. هذه اشياء فيها السلبي… وفيها الايجابي.. ولكن افضل ما تحقق في عهد السوباط، غير الاستقرار المالي وانتفاء سطوة واخطبوطية الرئيس الممسك بكل الملفات، ذلك التعاون الذي قدم لنا اكثر من رئيس داخل لجنة التطبيع الحالية.. انتهت عروض مسرح الرجل الواحد بشكل واضح في نفرة اجازة ملعب الجوهرة الزرقاء، انفق السوباط اكثر من مائتي مليار في الصيانة وتبعه العليقي بذات القدر لاجراء اصلاحات كبيرة، وكذلك الفاضل التوم الذي تبرع بالتراك واجلاس Vip ثم جاء

هدية السماء خالد هداية الله ليقدم في قدح الهلال مبلغ 50 الف دولار.. ذلك عطاء مركوز سيحفظه التاريخ مثلما حفظه للسيد اشرف الكاردينال وجيل الرواد والاوائل في الهلال.. هناك، بطبيعة الحال (جنود مجهولين) على قوائم العطاء الهلالي، بقيادة البروف محمود السر، المهندس عز الدين الحاج، الامام علي الريح، شيخ ادريس، وداعة قرشي، هيثم فيصل، حاتم خليفة، زهرة جبارة، الكبير مجدي سنتر، نزار الامين ابو فال، عمر محمود.. وبوكو.

ان لم تتم اجازة الملعب.. فيكفينا هذا التدافع الجميل.. والتحية لقروب اوفياء الهلال الذي فضل ان يدفع اجرة بعض العمال فصدق فيه ما يقال عن (الكحة ولا صمة الخشم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى